ما هو الذكاء العاطفي..؟
يعتبر الذكاء العاطفي مفهوم عصري حديث، وله تأثير واضح ومهم في حياة كل شخص في طريقة تفكيره وعلاقاته وانفعالاته. فالتعاون القائم بين الشعور والفكر أو بين العقل والقلب يبرز لنا أهمية دور العاطفة في التفكير المؤثر سواء في اتخاذ قرارات حكيمة أم في إتاحة الفرصة لنا لنفكر بصفاء ووضوح. و هذا له أثر باهر في تحسين الأداء و زيادة الإنتاجية على مستوى الأفراد و المؤسسات.
أجريت أبحاث خلال ال24 سنة ماضية من قبل 1000 مؤسسة على عشرات الألوف من الأشخاص وكلها توصلت إلى نفس النتيجة : إن نجاح الإنسان يتوقف على مهارات لا علاقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي .
الذكاء العاطفي هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين بحيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله.
بينت الدراسات أن هامش التطوير في الذكاء العاطفي أوسع بكثير من هامش التطوير في الذكاء العقلي، الذكاء العاطفي لا يعني كونك لطيفاً في كل الأوقات ،الذكاء العاطفي يحسن الصحة ويطيل عمر الإنسان، كما انه اليوم أصبح الذكاء العاطفي جزء مهم من فلسفة أي مؤسسة في تدريب أفرادها لأن الذكاء العاطفي يعلم الناس كيف يعملون معاً للوصول إلى هدف مشترك.
كل مهنة تحتاج إلى جانب من جوانب الذكاء العاطفي أكثر من الجوانب الأخرى ، الارتقاء في جانب من جوانب الذكاء العاطفي يؤدي إلى الارتقاء في جوانب الأخرى ، يوجد في الذكاء العاطفي نقطة انطلاق إذا وصل إليها الإنسان ارتفع أداؤه بشكل هائل، لا يهم ما يكمن خلفك أو ما يكمن أمامك المهم ما يكمن في داخلك فحين اتخاذ قرار ما تدخل عوامل غير الحسابات في اتخاذ هذا القرار كارتياحك للأشخاص الذين تعمل معهم ومدى ثقتك بهم وهذه العوامل لا تقاس بالأرقام والمعلومات وإنما بالمشاعر .
أثبتت الدراسات أن أكثر الأشخاص نجاحاً هم أولئك الذين يعتمدون على حدسهم إلى جانب عقلهم في اتخاذ القرارات وفي استبيان شمل أغنى مائة رجل في الولايات المتحدة قالوا جميعا أنهم يعتمدون على الحدس إلى جانب العقل في اتخاذ قراراتهم ، للعاطفة عقلها الخاص بها، هذا العقل قد يحلل المعلومات ويخلص إلى نتائج ويصدر أوامر للجسم للقيام بعمل ما قبل أن يدرك الدماغ لماذا قام بهذا العمل( الخطف العاطفي).
إن مراكز العاطفة في الدماغ تبرمج بواسطة العقل الواعي عن طريق المعلومات والتجارب والخبرات ، وظيفة العواطف حماية الإنسان من الأخطار والحفاظ على وجوده، فتلعب العواطف دورها الإيجابي حينما تأتي في الوقت المناسب وبالشدة المناسبة ولفترة مناسبة فنحن لا نستطيع أن نقرر عواطفنا لكننا نستطيع أن نقرر ماذا نفعل حيالها والتركيبة العاطفية للإنسان وراثية ولكن كيفية التعامل معها مكتسبة .
أمام أي شعور سلبي اسأل نفسك ما هو نمط التفكير الذي أدى إلى هذا الشعور وهل يمكن استبداله بنمط تفكير آخر يؤدي إلى شعور أكثر إيجابية . بالتدريج ستكتشف أنماطاً جديدة من التفكير وسيصبح لديك الكثير من البدائل أي أنك ستصبح قادراً على صنع المشاعر التي تريدها .